صلى الله عليه وسلم ذلك (ثلاثًا) من المرات، وأجابه الزبير بقوله: أنا ثلاثًا.
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم) في المرة الثالثة: (لكل نبي) من الأنبياء (حواري) أي: خاصة وناصر وبطا نة، (وإن حواري) أي: خاصتي من أصحابي وناصري (الزبير) بن العوام رضي الله تعالى عنه.
قوله:"لكل نبي حواري" - بتشديد الياء - اسم مفرد منصرف منون بمعنى: الناصر والخالص والخاصة والبطانة، وقوله:"وإن حواري" أصله بالإضافة إلى ياء المتكلم على وزن مصرخي، لكن حذفت الياء اكتفاء بالكسرة، وقد تبدل الكسرة فتحة للتخفيف، ويروى بالكسرة والفتحة، وأصله حواريي بثلاث ياءات؛ الأولى ياء النسبة المشددة والثالثة ياء المتكلم، فاجتمعت ثلاث ياءات فاستثقلوا فحذفوا إحدى ياءي النسبة، ثم أدغموا الثانية بعد تسكينها في ياء المتكلم، وياء المتكلم تفتح سيما عند التقاء الساكنين، فاختلاف الروايتين مبني على أن المحذوف ياء المتكلم، أو إحدى ياءي النسبة؛ ومعناه: إن خاصتي وناصري، وكأن الخاصة من كان مطلوبًا بالنداء في ذلك الوقت. انتهى "سندي".
وفي "الأبي": قوله: "وحواري الزبير" أي: خاصتي والمفضل عندي وناصري، ويقال لكل ناصِرِ نبيٍّ: حواريه؛ تشبيهًا بحواري عيسى عليه السلام، وحواريو عيسى: خاصته والمفضلون عنده، قال الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء؛ أي: الذين أخلصوا من كل عيب، والدقيق الحواري الذي صفي من النخالة ونخل مرة بعد الأخرى، قال ابن ولاد: رجل حواري معناه نظيف الثياب، وسمي القصار حواريًا؛ لتنظيفه الثياب، وسمي الخبز حواريًا؛ لأنه أشرف الخبز وأنقاه،