والخول ولا تدخل الزوجة فيهم؛ لأنه قد خصها بالذكر فيما بعد (خيرًا من أهله) الذي في الدنيا، (و) أبدله (زوجًا خيرًا من زوجه) في الدنيا، كما في رواية مسلم، قال القرطبي: ويفهم منه أن نساء الجنة أفضل من نساء الآدميات وإن دخلت الجنة، وقد اختلف في هذا المعنى. انتهى.
(وقه) أي: احفظه (فتة القبر) أي: من ضغطتها وظلمتها وامتحان الملكين (وعذاب النار) في الآخرة، (قال عوف) بن مالك راوي الحديث: (فـ) والله (لقد رأيتني) أي: رأيت نفسي (في مقامي ذلك) أي: في مصلاي ذلك الذي قمت فيه خلف النبي صلى الله عليه وسلم (أتمنى) وأحب (أن أكون مكان الرجل) الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأجل دعائه.
قال ابن عابدين: والمراد بالإبدال في الأهل والزوجة: إبدال الأوصاف لا الذوات؛ لقوله تعالى:{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}(١)، ولخبر الطبراني وغيره: إن نساء الجنة من نساء الدنيا أفضل من الحور العين.
وفي رواية مسلم:(قال) عوف بن مالك: دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوات كثيرة (حتى تمنيت) وأحببت واغتبطت (أن أكون أنا ذلك الميت) الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الأبي: وهذا لا يعارض قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت" لأن ذلك كما ورد في بعض الطرق: "لضر نزل به" وهذا عكسه إنما هو لتحصيل ثمرة دعائه صلى الله عليه وسلم، وكره في العتبية الدعاء بالموت، قال ابن رشد: لما يرجوه في طول الحياة من صالح العمل، وليجعل الرجل مكان