(ولو قضي) وقدر من الله عز وجل (أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي .. لعاش ابنه) إبراهيم إلى أن يرسل، (ولكن لا نبي بعده) صلى الله عليه وسلم أبدًا؛ لأنه خاتم النبيين.
قال السندي: قوله: (قد مات) وفي بعض الروايات: (نعم، مات صغيرًا)، وبها ظهر أن في رواية الكتاب اختصارًا، وإلا .. لا يستقيم الجواب، وقوله:(مات وهو صغير) زيادة في الجواب للإفادة.
قوله:(ولو قضي) على البناء للمجهول، وهذا يحتمل أن يكون بيانًا لسبب موته ومداره على أن إبراهيم قد علق نبوته بعيشه، وهذا مبني على أنه علم ذلك من جهته صلى الله عليه وسلم، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ببعض الطرق الضعيفة، وكذالك جاء مثله من الصحابة، ومعنى الحديث على هذا: أنه لو قضى النبوة لأحد بعده صلى الله عليه وسلم .. لأمكن حياة إبراهيم، لكن لما لم يقض لأحد تلك، وقد قدر لإبراهيم أنه يكون نبيًّا على تقدير حياته .. لزم ألا يعيش، ويحتمل أنه بيان لفضل إبراهيم، وحاصله لو قدر نبي بعده صلى الله عليه وسلم .. لكان إبراهيم أحق بذلك، فتعين حينئذ أن يعيش إلى أن يبعث نبيًّا، لكن ما قدر بعده، فلذلك ما لزم أن يعيش. انتهى من "السندي" باختصار.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في "صحيحه" في كتاب الأدب، باب من سمى باسم الأنبياء بنفس هذا الإسناد وبنفس هذا المتن، وأحمد في "المسند"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": قد رواه إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن خالد بلفظ قال: (نعم رأيته، لكن مات صغيرًا) رواه ابن منده والإسماعيلي.