للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنِ انْتَظَرَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا .. فَلَهُ قِيرَاطَانِ قَالُوا: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: "مِثْلُ الجَبَلَيْنِ".

===

أن القيراط يحصل أيضًا لمن صلى عليها فقط؛ لأن كل ما قبل الصلاة وسيلة إليها، لكن قيراط من صلى فقط دون قيراط من شيع مثلًا وصلى. انتهى "فتح الملهم".

والقيراط اسم لمقدار معلوم في العرف؛ وهو جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار، وقد يراد به الجزء مطلقًا ويكون عبارة عن الحظ والنصيب، ألا ترى أنه قال: "كل قيراط مثل أُحد"؟ ! كما سيأتي في حديث ثوبان، ومقصود هذا الحديث أن من صلى على جنازة .. كان له حظ عظيم من الثواب والأجر، فإن صلى عليها واتبعها .. كان له حظان عظيمان من ذلك؛ إذ قد عمل عملين: أحدهما صلاته عليه، والثاني كونه معها حتى تدفن. انتهى من "المفهم"، كما قال.

(ومن انتظر) وتأخر معها (حتى يفرغ منها) أي: من دفنها .. (فله قيراطان) قيراط في الصلاة عليها، وقيراط في اتباعها حتى تدفن، وفيه الحث على الصلاة على الجنازة واتباعها ومصاحبتها حتى تدفن، (قالوا) أي: قال الأصحاب الحاضرون عنده صلى الله عليه وسلم: (وما القيراطان) يا رسول الله؟ أي: ما مقدارهما؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: مقدار القيراطين في العظم (مثل الجبلين) العظيمين من جبال الدنيا، والمراد منه التمثيل لو تجسم؛ والمعنى: أنه يرجع بنصيبين كبيرين من الأجر، والياء في قيراط بدل من الراء؛ فإن أصله قراط -مشدد الراء- وجمعه قراريط، ويقال مثله في دينار ودنانير. انتهى من "المبارق".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجنائز، باب

<<  <  ج: ص:  >  >>