(فإذا هو) صلى الله عليه وسلم واقف (بالبقيع) أي: ففاجأني وُقوفهُ بالبقيع، (فقال) في دعائه لأهل البقيع مخاطبًا لهم: (السلام عليكم) يا أهلَ (دار قوم مؤمنين) بالنصب على النداء بتقدير حرف النداء، ومع تقدير مضاف، أو على الاختصاص، (أنتم لنا فرط) -بفتحتين- أي: المتقدمون لنا، والفرط يطلق على الواحد وعلى الجمع، (وإنا بكم لاحقون) بالدفن في هذه المقبرة إن شاء الله تعالى، (نسأل الله لنا ولكم العافية) أي: السلامة من بلاء الدنيا والآخرة، (اللهم؛ لا تحرمنا أجرهم) أي أجر زيارتهم، (ولا تفتنا بعدهم) أي: بعد وفاتهم في ديننا ودنيانا.
وهذا الحديث أخرجه مسلم مطولًا بسند آخر، فدرجة الحديث: أنه صحيح المتن؛ لأن له شاهدًا، ضعيف السند، كما مر آنفًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١١٤) - ١٥١٩ - (٢)(حدثنا محمد بن عباد بن آدم) الهذلي البصري، مقبول، من العاشرة، مات سنة ثمان وستين ومئتين (٢٦٨ هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا أبو أحمد) الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم