للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

(القبر) مفعول ثان، قوله: (قال: باسم الله) أي: وضعته، أو وضع، أو أُدْخِلُه (وبالله) أي: بأمره وحكمه أو بعونه وقُدرتهِ، (وعلى ملة رسول الله) أي: على طريقتهِ ودينهِ (وعلى سنة رسول الله) أي: على طريقتهِ وشريعتهِ، والمرادُ بملةِ رسول الله وسنتهِ واحدٌ.

قال الطيبي: قوله: (أدخل) روي معلومًا ومجهولًا، والثاني أَغْلَبُ، فَعلَى المجهولِ لَفْظُ (كان) بمعنى الدوامِ، وعلى المعلومِ بخلافهِ؛ لِما روَىَ أبو داوود عن جابر، قال: رأى ناس نارًا في المقبرة، فأتوها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وهو يقول: "نَاوِلُوني صاحبَكم" فإذا هو بالرجل الذي يرفع صوتُه بالذكر، قال مِيرك: وفيه نظر؛ لأنه على تقديرِ المعلوم يحتمل الدوامُ أيضًا، وعلى تقدير المجهول يحتمل عدمُه أيضًا، كما لا يخفى، قال القاري: وفيه أن إدخاله عليه الصلاة والسلام الميت بنفسه الشريفة لم يكن دائمًا، بل كان نادرًا، لكن قوله: "باسم الله" يمكن أن يكون دائمًا مع إدخالهِ وإدخالِ غيره، تأمل. انتهى، انتهى من "التحفة".

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضًا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أبو الصديق الناجي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال المنذري: وأخرجه النسائي مسندًا وموقوفًا، وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها الحافظ في "التلخيص" والزيلعي في "نصب الراية".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود والترمذي والنسائي.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>