أي: يعرف حَفْرَ الضريح؛ وهو الشق بدليل المقابلةِ، وهو المراد هنا، وإلَّا .. فيُطْلَق على القبر، (فقالوا) أي: قالت الصحابة (نستخير ربنا) أي: نطلب من ربنا أن يوفقنا ما هو خير لنبينا في دفنه من اللحد والشق، (ونبعث إليهما) من يدعو بهما لنا، (فأيهما سُبِقَ) بالبناء للمفعول؛ أي: سبَقَه صاحبُه .. (تركناه) أي: تركنا المَسْبُوقَ، ونَأمُر السابقَ منهما بحفر القبر.
(فأرسل إليهما) أي: أرسَلْنا إليهما معاشرَ المشاورِين، (فسَبَق) إلينا (صاحبُ اللحد) أي: عارف اللحد، (فَلَحَدُوا) أي: أمَرُوه باللحدِ (للنبي صلى الله عليه وسلم)، فلُحِدَ له صلى الله عليه وسلم، فدفُن صلى الله عليه وسلم في اللحدِ، عليه أَلْفُ آلافِ شَذِيٍّ مِن صلاة وتسليم.
فهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
قال السندي: قوله: (نستخير ربنا) أي: نطلب منه أن يرزقنا ما فيه الخير، (تركناه) فيما يعرف، والحديث يدل على أن اللحد خير من الشق؛ لكونه الذي اختاره الله لنبيه، وأن الشق جائز، وإلا .. لمنع الذي كان يفعله من فعله بعد ذلك اليوم، ولم يمنعوه. انتهى بزيادة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(١٢٥) - ١٥٣٠ - (٢)(حدثنا عمر بن شبة) بفتح المعجمة وتشديد