مع القوم (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: هذا المار علينا (شهيد يمشي على وجه الأرض) وظاهرها، وهذا من مجاز الأَوْل؛ أي: سيموت شهيدًا، وهذا معدود من معجزاته صلى الله عليه وسلم؛ فإنه استشهد في وقعة الجمل، كما هو معروف، قال القاري: يحتمل أن يكون إيماء إلى حصول الشهادة له في مآله الدالة على حسن خاتمته وكماله، وقيل: إنه ذاق ألم الموت في الله وهو حي، فهو لما ذاق من الشدائد في سبيل الله كأنه مات. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب المناقب، باب منقبة طلحة بن عبيد الله، ولفظه:(من سره) أي أحبه وأعجبه وأفرحه (أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض .. فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت بن دينار، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وضعفه، كما قد عرفت، وأخرجه الحاكم أيضًا.
قلت: فهذا الحديث ضعيف (١)(٢٢)؛ لضعف سنده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فقال:
(٢) - ١٢٤ - (٢)(حدثنا أحمد بن الأزهر) بن منيع بن سليط بن إبراهيم العبدي أبو الأزهر النيسابوري، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وستين ومئتين (٢٦٣ هـ). يروي عنه:(س ق).