للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَجْصِيصِ الْقُبُورِ.

===

(قال) جابر: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور) أي: تبييضها بالجص والنورة.

قال السندي: (عن تجصيص القبور) أي: من تجصيصها وتقصيصها، قال السيوطي: هو بناؤها بالقصة، والتقصيصُ والتجصيصُ بمعنىً، والقَصَّة -بفتح القاف وتشديد الصاد- هي الجص، قال في "الأزهار": النهي عن تجصيص القبور للكراهة، وهو يتناول البناء بذلك وتجصيص وجهه، والنهي في البناء للكراهة إن كان ملكه، وللحرمة إن كان في المقبرةِ المُسبَّلَةِ، ويجب الهَدْمُ وإن كان مسجدًا، وقال التوربشتي: البناء يحتمل وجهين:

أحدهما البناء على القبر بالحجارة وما يجري مجراها، والآخر أن يضرب عليها خِبَاءً ونحوَه، كلاهما منهي عنه؛ لعدم الفائدة فيه، وكأنه من صنيع أهل الجاهلية؛ أي: كانوا يُظلِّلُون على الميت إلَى سَنَةٍ، قال: وعن ابن عمر أنه رأى فسطاطًا على قبر أخيه عبد الرحمن، فقال: انزعه يا غلام وإنما يُظِلُّه عملُه. وقال بعض الشراح من علمائنا: ولإضاعةِ المال. انتهى "فتح الملهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجنائز، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه، وأبو داوود في كتاب الجنائز، باب في البناء على القبر، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها، والنسائي في كتاب الجنائز، باب الزيادة على القبر، وباب البناء على القبر.

ودرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>