وهذا السند من سداسياته؛ رجاله اثنان منهم مدنيان، وواحد شامي، وواحد كوفي، وواحد رقي، وواحد نيسابوري، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويين ضعيفين: عمرو ابن عثمان، وإسحاق بن يحيى.
(قال) معاوية: (نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلحة) بن عبيد الله التيمي، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا) الرجل (ممن قضى) ووفى (نحبه) أي: نذره وعزمه على أن يموت في سبيل الله تعالى أو يحارب أعداء الله تعالى أشد المحاربة، فقد مات أو حارب كما ترى، قيل: وكان في الصحابة من عزموا على ذلك، فطلحة ممن وفى بذلك. انتهى "سندي".
قال في "النهاية": النحب: النذر؛ كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به، وقيل: النحب: الموت؛ كأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت. انتهى.
وقال التوربشتي: النذر والنحب: المدة والوقت، ومنه قضى فلان نحبه إذا مات، وعلى المعنيين يحمل قوله سبحانه:{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}(١) فعلى النذر؛ أي؛ نذره فيما عاهد الله عليه من الصدق في مواطن القتال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الموت؛ أي: في سبيل الله؛ وذلك أنهم عاهدوا الله أن يبذلوا نفوسهم في سبيله، فأخبر أن طلحة ممن وفى بنفسه، أو ممن ذاق الموت في سبيله وإن كان حيًّا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وفي كتاب المناقب، باب مناقب طلحة بن عبيد الله،