لي، واستأذنت ربي في أن أزور قبرها، فأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنها) أي: فإن زيارة القبور (تذكركم الموت) وذكر الموت يزهد في الدنيا، ويرغب في العقبى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الجنائز، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة أمه، وأبو داوود في كتاب الجنائز، باب في زيارة القبور، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور، وقال: حديث بريدة حديث حسن صحيح، والنسائي، وأحمد.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به.
وفي "المرقاة": ذكر ابن الجوزي في كتاب "الوفا" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيه كان مع أمه آمنة، فلما بلغ ست سنين .. خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم، ومنهم أبو أيوب الأنصاري، ثم رجعت به إلى مكة، فلما كانوا بالأبواء .. توفيت، فقبرها هناك، وقيل: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة .. زار قبرها بالأبواء، ثم قام مستعبرًا، فقال: "إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي، فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها، فلم يأذن لي"، ونزل قوله تعالى:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى ... } الآية (١)، وذكر ابن الجزري في "تصحيح المصابيح" أنه صلى الله عليه وسلم زار قبرها عام الحديبية سنة ست من الهجرة، والله أعلم.