أبي موسى؛ حيث قال:(إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الصالقة) أي: الرافعة لصوتها بالبكاء (والحالقة والشاقة)، وأصل البراءة: الانفصال من الشيء، وكأنه توعده بالا يدخله في شفاعته مثلًا، قال: وحكي عن سفيان أنه كان يكره الخوض في تأويله، ويقول: ينبغي أن يمسك عن ذلك؛ ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر. انتهى.
(من شق الجيوب) جمع جيب -بالجيم والموحدة- وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس، والمراد بشقه: إكمال فتحه إلى آخره، وهو من علامات التسخط، (وضرب الخدود) جمع الخد، وخص الخد من الوجه بذلك؛ لكونه الغالب في ذلك، وإلا .. فضرب بقية الوجه داخل في ذلك، (ودعا بدعوى الجاهلية) أي: بدعائهم؛ يعني: قال عند البكاء ما لا يجوز شرعًا مما يقول به أهل الجاهلية؛ كالدعاء بالويل والثبور وكواكهفاه واجبلاه. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود، والترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود، والنسائي في كتاب الجنائز، باب دعوى الجاهلية.
ودرجة هذا الحديث: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن مسعود بحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنهما، فقال: