على صيغة اسم الفاعل؛ من التعزية؛ أي: قال الذي جاء عنده للتعزية، وذلك المعزي (إما أبو بكر، وإما عمر) الشك من الراوي؛ أي: قال ذلك المعزي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنت أحق من عظم اللهَ) من التعظيم (حقَّهُ) الذي هو النهي عن البكاء والأمر بالصبر.
فـ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تدمع العين) أي: تسيل عيوننا دموعًا، (ويحزن القلب) أي: قلوبنا لفراق إبراهيم، (ولا نقول) لأجل موت إبراهيم (ما يسخط) ويغضب (الرب) جل جلاله؛ من النوح والندب، (لولا أنه) -بفتح الهمزة- أي: أن الموت (وعد صادق) لا يخلف (وموعود جامع) للخلائق كلها، (وأن الآخر) منا في الموت (تابع للأول) أي: للسابق فيه .. (لوجدنا) أي: لتأسفنا وحزنَّا (عليك) أي: لأجلك (يا إبراهيم أفضل) وأكثر (مما وجدنا) أي: حزنا على غيرك، (وإنا بك) أي: بفراقك (لمحزونون) يا إبراهيم، والمراد بهذا الحزن: هو الحزن الجبلي، وهو لا ينافي الرضا بالقضاء، ولا محذور فيه.
وفي "الزوائد": إسناده حسن، رواه البخاري ومسلم وأبو داوود من حديث أنس.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، وله شاهد من حديث أسامة بن زيد رواه الأئمة الستة، ورواه النسائي وابن حبان من حديث أبي هريرة، ورواه ابن سعد في "الطبقات" بسنده عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب