(عن قيس بن أبي حازم) البجلي الأحمسي، ثقة مخضرم، من الثانية، مات بعد التسعين، أو قبلها، وقد جاوز المئة. يروي عنه:(ع).
(عن جرير بن عبد الله البجلي) الأحمسي رضي الله تعالى عنه.
وهذان الإسنادان الأول منهما: من سداسياته، وهو على شرط البخاري، والثاني: من خماسياته، وهو على شرط مسلم، وحكمهما: الصحة.
(قال) جرير: (كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام .. من النياحة) أي: من نوعها في الحرمة؛ لما فيه من الإعانة للنائحة، قال السندي: قوله: (كنا نرى ... ) إلى آخره، هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم، أو تقرير النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الثاني .. فحكمه الرفع، وعلى كلا التقديرين .. فهو حجة، وفي "السندي": (وصنعته) بالضمير؛ أي: صنعة الأهل، وإفراد الضمير؛ لإفراد لفظ:(الأهل)، وبالجملة: فهو عكس الوارد الذي هو أن يصنع الناس الطعام لأهل الميت؛ فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام .. قلب للوارد، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأهل الميت قلب للمعقول؛ لأن الضيافة حقًّا تكون للسرور لا للحزن. انتهى منه.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده،
وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذه الترجمة إلَّا هذا الحديث الواحد.