(قالت) عائشة: (فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم) في حجرتي حين أذن له (وهو) أي: والحال أنه يهادى ويمشى (بين رجلين) واضعًا يديه على عاتقهما، (ورجلاه) أي: والحال أن رجليه (تخطان بالأرض) أي: تجران على الأرض؛ كشأن الضعيف في المشي، فإنه لا يقدر على رفع الرجل من الأرض، بل يجرها على الأرض، فيظهر بها في الأرض أثرها كالخط (أحدهما) أي: أحد الرجلين اللذين يهادى بينهما (العباس) والآخر علي بن أبي طالب.
قال عبيد الله:(فحدثت به) أي: بالحديث الذي سمعته من عائشة (ابن عباس، فقال) لي ابن عباس: (أتدري) أي: هل تعلم (من) هو (الرجل الذي لَمْ تسمه عائشة) أي: لَمْ تذكره باسمه عائشة (هو) أي: ذلك الرجل الذي لَمْ تسمه عائشة (علي بن أبي طالب) رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل المعوذات، ومسلم في كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث، ومالك في "الموطأ" في كتاب العين، باب التعوذ والرقية في المرض.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عائشة هذا بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها، فقال: