أخذت بيده) لشدة المرض عليه، والفاء في قوله:(فجعلت) زائدة في جواب لما الرابطة؛ أي: شرعت (أمسحه) أي: أمسح جسمه الشريف بيده المباركة، (و) الحال أني (أقولها) أي: أقول بلساني هذه الكلمات التي يتعوذ بها في عادته بدل ما يقولها، كأنها قصدت بذلك الصحة، تشبيهًا بما يفعل في عادته، (فنزع) أي: جذب (يده) المباركة (من يدي، ثم) بعدما نزع يده من يدي (قال) بلسانه: (اللهم؛ اغفر لي) وفيه دلالة على أن هذا المرض مرض الموت، والمطلوب فيه طلب المغفرة واللحوق بالملأ الأعلى (وألحقني بالرفيق الأعلى) الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا؛ كما في الحديث الآتي، (قالت) عائشة: (فكان هذا) الكلام تعني قوله: "بالرفيق الأعلى"(آخر ما سمعت من كلامه صلى الله عليه وسلم) في الدنيا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المَرْضي، باب دعاء العائذ للمريض، وفي مواضع كثيرة، ومسلم في كتاب الطب، باب استحباب رقية المريض، وابن ماجة أيضًا في كتاب الطب.
فدرجة هذا الحديث: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به لحديث عائشة الأول.
* * *
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث عائشة الأول بحديث آخر لها رضي الله تعالى عنها، فقال: