فسكت عنها (حتى إذا قبض) وتوفي .. (سألتها عما قال) لها حين بكت.
(فقالت) فاطمة: (إنه) صلى الله عليه وسلم (كان يحدثني أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن) أي: يراجع له القرآن ويتسمع له فيه (في كلّ عام) بعد نزوله (مرّة) واحدة، (وأنه) أي: وأن جبرائيل (عارضه به) أي: راجعه فيه (العام) أي: في هذا العام (مرتين، ولا أراني) أي: ولا أظن نفسي (إلَّا قد حضر) وقرب (أجلي) أي: أجل موتي ووقته، (وأنك) يا فاطمة (أول أهلي) أي: أول أهل بيتي (لحوقًا بي) في الموت، (ونعم السلف أنا لك) أي: ونعم السلف لك، والمخصوص بالمدح "أنا"، والسلف: هو السابق من القوم إلى الماء؛ ليهيئ لهم أسباب الشرب؛ كالدلاء والحياض للدواب.
(فبكيت) لذلك الحديث في أول الأمر، (ثم إنه) صلى الله عليه وسلم (سارني) ثانيًا، أي: كلمني سرًّا في المرة الثانية، (فقال) لي حين بكيت: (ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين) الأولين والآخرين من هذه الأمة وغيرها؟ (أو) قالت لي فاطمة: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضين أن تكوني سيدة (نساء هذه الأمة) المحمدية؟ قالت فاطمة:(فضحكت لذلك) الذي قاله لي؛ تعني:"أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة"، والشك من عائشة فيما قالته فاطمة.