إلى جبرائيل) الأمين عليه السلام، الجار والمجرور متعلق بقوله:(أنعاه) أي: أخبر خبر موته وأوصله إلى جبرائيل الأمين، (وا أبتاه! ) أي: يا أبتي (من ربه) جار ومجرور متعلق بقوله: (ما أدناه! ) أَيْ: أيُّ شيء أدناه وقرَّبه إلى ربه؛ فـ "ما" تعجبية في محل الرفع مبني على السكون؛ لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا؛ لتضمنه معنى التعجب؛ أَيْ: شيءٌ عجيبٌ جعَلَهُ قريبًا إلى ربه، (وا أبتاه! جنة الفردوس) مبتدأ خبره (مأواه) أي: منزله ومقره، (وا أبتاه! أجاب ربًا دعاه).
و(قال حماد) أيضًا بالسند السابق في رواية له: (فرأيت) شيخي (ثابتًا حين حدث) لنا (بهذا الحديث بكى) أي: رأيته باكيًا بكاءً شديدًا (حتى رأيت أضلاعه) أي: أضلاع جنبيه قاربت أن (تختلف) وتشتبك؛ كما تشبك أصابع اليدين" لشدة تنفسه عند بكائه، أو المعنى: رأيت أضلاعه تتحرك وتضطرب.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب المغازي، باب مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته رقمي:(٤٤٣٣، ٤٤٦٢)، ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" في كتاب الجنائز، باب سياق أخبار تدل على جواز البكاء بعد الموت، والدارمي في "المقدمة"، والنسائي في كتاب الجنائز، باب في البكاء على الميت، وأحمد في "المسند".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة، وغرضه: الاستشهاد به ثانيًا لحديث عائشة.
* * *
ثم استشهد له ثالثًا بحديث آخر لأنس رضي الله تعالى عنه، فقال: