المدينة، ودفن بالبقيع، اللهم إلا أن يدخل في الصديق، واسم الصديق وإن غلب على أبي بكر رضي الله عنه، لكن مفهومه غير منحصر فيه، وقد سبق ما جاء من علي: أنا الصديق الأكبر، وقد روي ذلك مرفوعًا أيضًا فيما رواه الطبراني من حديث حذيفة، كما رواه العقيلي في "الضعفاء"، وابن عدي في "الكامل" في مناقب علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هذا أول من آمن، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر ... " الحديث، أو المراد بالشهيد: من له ثواب الشهداء؛ كالمبطون وأمثاله.
(وعدهم) أي: عد سعيد بن زيد أولئك الذين كانوا على الجبل، فقال: هم (رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وابن عوف، وسعيد بن زيد).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث بهذا السند: أبو داوود والترمذي، ولفظه مع شرحه:(عن سعيد بن زيد أنه قال: أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر .. لم آثم) -بفتح المثلثة - مضارع مسند إلى المتكلم؛ أي: لم أقع في الإثم (قيل) لسعيد: (وكيف ذلك؟ قال) سعيد: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء) بوزن كتاب، أو بوزن علي، عن عياض يؤنث ويمنع؛ جبل بمكة فيه غار تحنث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لما تحرك الجبل بنا هيبة من النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزة له: (اثبت) يا (حراء) ولا تتحرك؛ (فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، قيل) لسعيد بن زيد: (ومن هم؟ ) أي: من أولئك الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم على حراء؟ (قال) سعيد بن