للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يستغرق لما يستقبل من الزمان؛ كان له نهاية؛ كزمن الدنيا، أو لا؛ كمدة الآخرة، والمراد هنا: الثاني.

قوله: "دخله" أي: دخل ذلك الباب؛ ليدخل منه إلى الجنة "لم يظمأ أبدًا" ظاهره: أن هذا الوصف مخصوص بمن يدخل الجنة من ذلك الباب، وقوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا} في (طه) (١) يدل على أنه لا ظمأ في الجنة أصلًا، إلا أن يقال: ليس المراد هناك: أنه لا ظمأ أصلًا، بل المراد: بيان دوام المشارب على الفور هناك؛ بحيث لا يبقى الإنسان فيها ظمآن، لا أنه لو لم يستعمل. . لم يظمأ أصلًا، والداخل من هذا الباب يرتفع عنه الظمأ من أصله.

أويقال: معنى الحديث: أن من دخله. . لا يظمأ من أول ما دخله، والداخلون من سائر الأبواب يرتفع عنهم الظمأ من حيث استقرارهم فيها، ووصولهم إلى منازلهم المعدة لهم. انتهى "سندي".

قوله: "يقال له: باب الريان" أي: يسمى بهذا الاسم -بفتح الراء وتشديد التحتانية- على وزن فعلان؛ من الري: اسم علم على باب من أبواب الجنة، ووجه تسميته به: إما لأنه بنفسه ريان؛ لكثرة الأنهار الجارية إليه، والأزهار والأثمار الطرية لديه، أو لأن من وصل إليه. . يزول عنه عطش يوم القيامة، ويدوم له الطراوة والنظافة في دار المقام، قال الزركشي: الريان: فعلان كثير الري، نقيض العطش، سمي به؛ لأنه جزاء الصائمين على عطشهم وجوعهم، واكتفى: بذكر (الري) عن (الشبع) لأنه يدل عليه؛ من حيث إنه يستلزمه، وقيل: لأنه أشق من الجوع لا سيما في شدة الحر؛ إذ كثيرًا ما يصبر على الجوع


(١) سورة طه: (١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>