وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالت) أم سلمة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل) صوم (شعبان بـ) صوم (رمضان).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصيام، باب فيمن يصل شعبان برمضان، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في وصال شعبان برمضان، والنسائي في كتاب الصيام، باب ذكر حديث أم سلمة، والدارمي في كتاب الصيام، وأحمد في "مسنده"، قال أبو عيسى: حديث أم سلمة حديث حسن، ورُوِيَ هذا الحديث أيضًا عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت:(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان؛ كان يصومه إلا قليلًا، بل كان يصومه كله)، والمعنى: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم في شعبان وفي غيره من الشهور سوى رمضان، وكان صيامه في شعبان أكثر من صيامه فيما سواه، كذا ذكره الطيبي. انتهى "تحفة الأحوذي".
واختلف في الحكمة في إكثاره صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان على أقوال، ذكرها الحافظ في "الفتح"، وقد ذكَرَ في تأييد بعضها بعض الأحاديث الضعاف، ثم قال: والأولى في ذلك ما جاء في حديث أصح مما مضى أخرجه النسائي وأبو داوود وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسول الله؛ لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:"ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"، ونحوه من حديث عائشة عند أبي يعلى، لكن قال فيه: "إن الله يكتب كل نفس ميتة