وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الصوم، باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في الصوم بالشهادة، والنسائي في كتاب الصيام، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان، والدارقطني، والدارمي، وقال أبو عيسى: حدثنا أبو كريب أخبرنا حسين الجعفي عن زائدة عن سماك بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وقال النسائي: إنه أولى بالصواب، وسماك إذا تفرد بأصل .. لم يكن حجة، كذا قال الحافظ في "التلخيص"، وقال في "بلوغ المرام": رواه الخمسة، وصححه ابن حبان وابن خزيمة، ورجح النسائي إرساله. انتهى.
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس فيه اختلاف، وروى سفيان الثوري وغيره عن سماك بن حرب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، قالوا: تقبل شهادة رجل واحد في الصيام، وبه يقول ابن المبارك والشافعي في أحد قوليه، قال النووي: وهو الأصح، وأحمد وأبو حنيفة، وهو قول الجمهور؛ كما صرح به الحافظ في "الفتح"، واستدلوا بحديث الباب وبحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. قال:(تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه) رواه أبو داوود وصححه ابن حبان والحاكم.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له مشاركة؛ كما مر آنفًا عن "بلوغ المرام"، ولأن له شاهدًا من حديث ابن عمر؛ كما مر آنفًا أيضًا، ولأن عمل الجمهور من المحدثين والفقهاء عليه؛ كما مر آنفًا، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، والله أعلم.