أي: في زمن حياته (تسعًا وعشرين) يومًا من شهر رمضان (أكثر مما صمنا ثلاثين) يومًا، وهو وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وقعة خيبر، وهي في السنة السابعة، وصومه مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات، قال السندي: قوله: (ما صمنا) كلمة (ما) مصدرية في الموضعين، وجملة (صمنا) في الأول في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء، خبره (أكثر) وفي الثانية في تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بأكثر؛ والتقدير: وصومنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا وعشرين يومًا أكثر من صومنا معه ثلاثين يومًا، وظاهره: أنه صام معه سنتين ناقصًا وسنة واحدة كاملًا.
ويحتمل كون (ما) في الموضعين موصولة والعائد محذوف؛ تقديره: والذي صمناه ناقصًا أكثر من الذي صمناه كاملًا، والمعنى على هذا الاحتمال: والأشهر التي صمناها تسعًا وعشرين أكثر من الأشهر التي صمناها ثلاثين، وعلى هذا فنصب تسعًا وعشرين وكذا ثلاثين على الحالية من المفعول المقدر. انتهى منه بتصرف واختصار.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وله شواهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه أبو داوود والترمذي، قال: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر وأنس وجابر وأم سلمة وأبي بكرة، وغرضه: الاستشهاد به.