وذو الحجة) قيل: إنهما لا يوصفان بذلك؛ لما فيهما من العيد الذي هو يوم عظيم، وقيل: معناه: أنهما غالبًا لا يجتمعان في سنة واحدة على النقص، وهذا أغلبي لا مطرد. انتهى "سندي".
وقال الحافظ في "الفتح": قوله: "شهرا عيد لا ينقصان" أي: أجرًا وإن نقصا عددًا؛ لأنَّ في رمضان الصيام، وفي ذي الحجة الحج، وهما: "رمضان" سمي شهر عيد، لمجاورته العيد، لِأَنَ عيدَه في شوال، ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم: "المغرب وتر النهار" أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر، وصلاة المغرب ليلية جهرية، وأطلق عليها كونها وتر النهار؛ لقربها منه، وفيه إشارة إلى أن وقتها يقع أول ما تغرب الشمس. انتهى منه "وذو الحجة" لأن اليوم العاشر منه عيد.
قال القرطبي: وقوله: "شهرا عيد لا ينقصان" قيل فيه أقوال؛ أحدها: لا ينقصان من الأجر وإن نقصا في العدد، وثانيها: لا ينقصان في عام بعينه، وثالثها: لا يجتمعان ناقصين في سنة واحدة في غالب الأمر، ورابعها: ما قاله الطحاوي: لا ينقصان في الأحكام وإن نقصا في العدد؛ لأن في أحدهما الصيام، وفي الآخر الحج، وخامسها: ما قاله الخطابي: لا ينقص أجر ذي الحجة عن أجر رمضان؛ لفضل العمل في الأيام العشر منه. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الصوم، باب شهرا عيد لا ينقصان، ومسلم في كتاب الصوم، باب معنى شهرا عيد لا ينقصان، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب الشهر يكون تسعًا وعشرين، والترمذي في كتاب الصوم، باب شهرا عيد لا ينقصان.