سنة ثمان وخمسين (٥٨ هـ) رضي الله تعالى عنه. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: سمعت فضالة (يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم) من منزله (في يوم كان) في عادته (يصومه) كيوم الخميس مثلًا (فـ) لما وصل إلينا (دعا) أي: طلب (بإناء) فيه ماء ليشربه، فأتي بماء (فشربـ) ـه (فقلنا) له معاشر الحاضرين: (يا رسول الله؛ إن هذا) اليوم الذي كنت تشرب فيه الماء (يوم كنت تصومه) في عادتك، فلم شربت الماء فيه؟
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب سؤالهم: (أجل) أي: نعم، كان هذا اليوم يومًا أصومه في عادتي (ولكني قئت) أي: أخرجت القيء باختياري؛ لغرض إخراج البلغم، فبطل صومي، فلذلك شربت الماء؛ لأنه ربما عاد إلى الجوف ما أخرجه القيء إلي ظاهر الفم، فيبطل صومه، أما إذا غلبه القيء، فخرج منه بغير اختياره .. فلا يبطل صومه؛ لضرورة غلبة القيء؛ كما تقرر هذا التفصيل في كتب الفروع، وكما يدل عليه الحديث التالي بعده، والله أعلم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن رواه الدارقطني في "سننه"، وأبو يعلى الموصلي من طريق أبي مرزوق به، وفي آخره:"ولكني قئت وأفطرت".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.