(وأحب) أيضا (من يحبه) أي: من يحب الحسن، (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الدعاء (و) الحال أنه صلى الله عليه وسلم قد (ضمه) أي: قد ضم الحسن (إلى صدره) الشريف إظهارًا لمحبته إياه للناس؛ ليحبوه كما أحبه.
وعبارة السندي: قوله: (للحسن) أي: فيه أو لأجل الدعاء له: "أحبه" أي: طبعًا، فتقضي الأوامر الإلهية بالوصل عمومًا وخصوصًا؛ لقوله تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}(١)، "فأحبه" أي: فأطلب منك لذلك أن تحبه، (قال) أبو هريرة رضي الله عنه قوله: (وضمه) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى صدره) الشريف، معطوف على (قال) الأول؛ أي: قال ذلك في الحسن وضمه إلى صدره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، وفي كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان، ومسلم؛ أخرجه في كتاب فضائل الصحابة، باب (٨).
فدرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله كلهم ثقات، فهو من الحديث المتفق عليه الذي هو في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستدلال به.
قال المازري: محبة أهل البيت واجبة من حيث الجملة، وخصوصًا من حضَّ صلى الله عليه وسلم على محبته بالتعيين، وطلب من الله أن يحب من يحبه، وتلك درجة جعلها الله سبحانه من يحبه حقيقة، ويلعن ببغضه، وقد ظهرت بركة هذا الدعاء وقبوله بحقن دماء الأمة بسببه، وتنزهه من عرض الدنيا وتسليمه الملك؛ خوف الفتنة وحوطًا على الأمة ونظرًا لدينه، والله سبحانه وتعالى أعلم.