يوم الفطر، وقوله:"بست من شوال" أراد به: بستة أيام، وعند عدم المميز يجوز في اسم العدد الوجهان: التذكير والتأنيث، وفي الحديث دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداوود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الستة، وقال مالك وأبو حنيفة: يكره صومها؛ لئلا يظن وجوبها؛ كما مر آنفًا. انتهى من "الكواكب".
قال الشيخ الجزري: حديث أبي أيوب هذا لا يشك في صحته، ولا يلتفت إلى قول الترمذي في جعله حسنًا ولم يصححه، وقوله في سعد بن سعيد راويه، فقد جمع الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي طرقه، وأسنده عن قريب ثلاثين رجلًا رووه عن سعد بن سعيد، أكثرهم ثقات حفاظ، وتابع سعدًا في روايته أخواه: عبد ربه ويحيى، وصفوان بن سليم، وغيرهم، ورواه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو هريرة وجابر وثوبان والبراء بن عازب وابن عباس وعائشة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. انتهى "فتح".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الصيام، باب استحباب صوم ستة أيام من شوال، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب في صوم ستة أيام من شوال، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في صيام ستة أيام من شوال، قال: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان، قال أبو عيسى: حديث أبي أيوب حسن صحيح، وقد استحب قوم صيام ستة أيام من شوال بهذا الحديث، قال ابن المبارك: هو حسن، هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، قال ابن المبارك: ويروى في بعض الأحاديث، ويلحق هذا الصيام برمضان، واختار ابن المبارك أن تكون ستة أيام في أول الشهر، وقد روي عن ابن المبارك أنه قال: إن صام ستة أيام من شوال متفرقًا .. فهو جائز، وأخرجه