(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يومًا) واحدًا (في سبيل الله .. زحزح الله) عز وجل؛ أي: أبعد الله تعالى (وجهه) أو ذاته (عن النار) الأخروية مسافة (سبعين خريفًا) أي: عامًا؛ يعني: مسافة لا تقطع إلا بسير سبعين عامًا، وهو كناية عن حصول البعد العظيم، وورد ذكر السبعين؛ لإرادة التكثير كثيرًا، ويؤيده أن النسائي أخرج الحديث المذكور عن عقبة بن عامر، والطبراني عن عمرو بن عبسة، وأبو يعلي عن معاذ بن أنس، فقالوا جميعًا في روايتهم:(مئة عام)، وفي بعض الروايات عند ابن عدي:(خمس مئة عام)، وفي حديث أبي أمامة عند الترمذي:(جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض)، وفي حديث سلامة بن قيصر عند الطبراني في "الكبير": (بعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرمًا).
وأصح الروايات فيها رواية:(سبعين خريفًا) فإنها متفق عليها من حديث أبي سعيد، ويحتمل أن يكون ذلك بحسب اختلاف أحوال الصائمين في كمال الصوم ونقصانه، والله أعلم.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن؛ لأن له شاهدًا من حديث أبي سعيد الخدري المذكور قبله، ضعيف السند لما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به.