الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ... الحديث، رواه أبو داوود وأحمد والنسائي.
وقال الحافظ في "الفتح" في شرح حديث البخاري الذي ذكره النووي ما لفظه: واستدل به على فضل صيام عشر ذي الحجة؛ لاندراج الصوم في العمل، قال: ولا يرد على ذلك ما رواه أبو داوود وغيره عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا العشر قط؛ لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله؛ خشية أن يفرض على أمته؛ كما رواه الشيخان من حديث عائشة أيضًا. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب الاعتكاف، باب صوم عشر ذي الحجة، وأبو داوود في كتاب الصوم، باب من فطر العشر، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في صيام العشر.
قلت: فدرجة الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستئناس، والثالث للاستشهاد.