يأكل قبله .. بدل تفصيل من مجمل من فاعل (أتموا)، وإنما أمرتكم جميعًا بإمساك بقية يومكم عن المفطرات؛ لأنه من الأيام التي يجب صيامها (فأرسلوا) أي: فابعثوا (إلى أهل العروض) والنواحي منا من البوادي والقرى رسولًا يأمرهم بإمساك بقية يومهم هذا، فإذا وصل إليهم أمر الرسول .. (فليتموا) إمساك (بقية يومهم) هذا؛ لأنه مما افترض صيامه (قال) الراوي أو من دونه: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بـ (أهل العروض): من (حول المدينة) وجوانبها من الأعراب وغيرهم، قال السندي: قوله: "إلى أهل العروض" ضبط بفتح العين؛ يطلق على مكة والمدينة وما حولهما من البوادي والقرى.
وهذا الحديث يدل على أن صوم يوم عاشوراء كان واجبًا قبل فرض رمضان؛ لأن وجوب إمساك بقية النهار من خواص صوم الفرض.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه. انتهى "تحفة الأشراف"، لكن رواه النسائي عن عبد الله بن أحمد بن يونس عن عبثر بن القاسم عن حصين به، وليس في رواية ابن السني، ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن أبي هاشم زياد بن أيوب عن هشام عن حصين به، ورواه ابن حبان في "صحيحه" عن أبي خليفة عن محمد بن كثير عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن به، وله شاهد في "صحيحي البخاري ومسلم" من حديث سلمة بن الأكوع والربيع بنت معوذ، ورواه النسائي بنحوه في كتاب الصيام، باب إذا طهرت الحائض أو قدم المسافر هل يصوم بقية يومه؟ وأحمد بنحوه (٤/ ٣٨٨).
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد ومتابعات، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.