وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كوفيون إلا الحسن بن علي، فإنه مكي، وحكمه: الضعف، لأن صبيحًا لم يسمع زيد بن أرقم، ففيه انقطاع.
(قال) زيد بن أرقم: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا سلم) - بكسر السين وفتحها - مصدر بمعنى اسم الفاعل عبر به مبالغة؛ كقولهم: رجل عدل، والسلم: الصلح؛ أي: أنا سالم؛ أي: مصالح (لمن سالمتم) أي: صالحتم وأجرتم واستأمنتم، (وحرب) -بفتح الحاء وكسرها- أيضًا؛ أي: محارب (لمن حاربتم) ومعاد من عاديتم، جعل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه أيضًا نفس الحرب مبالغة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب المناقب، باب فضل فاطمة بنت محمد، وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف.
فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف (٥)(٢٦)؛ لأن سنده منقطع؛ لعدم سماع صبيح من زيد بن أرقم، وصبيح في نفسه غير معروف، كما قالوا، وإن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وغرضه: الاستئناس به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
الأول منها للاستدلال، والثاني والثالث للاستشهاد، والرابع للمتابعة، والخامس للاستئناس.