للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ: بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ".

===

بالعدل والحق، فلا يجور في رعيته (و) ثانيهم: (الصائم) فرضًا كان أو نفلًا (حتى يفطر) وهذا يدل على أن دعاءه في جميع النهار مستجاب، وعلى هذا: فلفظ الدعوة بمعنى الدعاء لا للمرة؛ كما هو أصل البناء، والأقرب أن (حتى) سهو من بعض الرواة، والصواب: (حين يفطر) كما يدل عليه الحديث الآتي.

(و) ثالثها: (دعوة المظلوم) على ظالمه، أو في الخلاص من الظلم، يدل عليه العنوان، وكذا آخر الكلام (يرفعها) أي: يرفع (الله) تعالى دعوة المظلوم (دون الغمام يوم القيامة) حفظًا لها لصاحبها، والمراد به: الغمام المذكور في قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (١)، وفي قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} (٢)، (وتفتح لها) أي: لدعوة المظلوم يوم يدعوها الله (أبواب السماء) أي: لترفع منها إلى العرش، وهذا يدل ظاهرًا على تجسم المعاني، إلا أن يقال: فتح الأبواب للملك الحامل لها. انتهى "سندي".

(ويقول) الله تعالى للمظلوم حين دعاه: (بعزتي) أي: أقسمت لك بعزتي وجلالي الأنصرنك) أيها المظلوم على ظالمك وأجعلنك غالبًا عليه (ولو بعد حين) ومدةٍ، فلا تستعجل في دعائك؛ فإنه مقبول عندي لا يرد، ولو تأخرت إجابته.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الدعوات، باب في العفو والعافية، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، والبيهقي وأحمد.


(١) سورة الفرقان: (٢٥).
(٢) سورة البقرة: (٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>