اختلافًا كثيرًا: قيل: سنة تسع عشرة، وقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فسافر عامًا) قال السندي: الظاهر أنه عام الفتح، وقد علم أنه سنة بلا سفر فقضى، وبالجملة: فكان يهتم بأمر الاعتكاف فيقضي إن فاته صلوات الله وسلامه عليه. انتهى، (فلما كان) العشر وجاء (من العام المقبل) ويحتمل كون (من) بمعنى: في؛ أي: فلما كان النبي في العام المقبل .. (اعتكف عشرين يومًا) العشر الأول منها كان قضاء عن اعتكاف السنة الماضية، والعشرة الثانية كانت أداء تلك السنة المقبلة.
قال الخطابي: فيه من الفقه أن النوافل المعتادة تقضى إذا فاتت؛ كما تقضى الفرائض، ومن هذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر الركعتين اللتين فاتتاه بعد الظهر؛ لقدوم الوفد واشتغاله بهم، وفيه حجة من جوز الاعتكاف بلا صوم ينشئه له؛ وذلك أن صومه في شهر رمضان إنما كان للشهر؛ لأن الوقت مستحق له.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: أبو داوود في كتاب الصيام، باب الاعتكاف، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء من الاعتكاف إذا خرج منه، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس بن مالك.
فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.