(فقيل لي) أي: أتاني آتٍ من ربي، فقال لي:(إنها) أي: إن الليلة التي تلتمسها (في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف) العشر الأواخر معي .. (فليعتكف) معي، أمرهم بذلك؛ لئلا يضيع سعيهم في الاعتكاف (فاعتكف الناس معه) صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر (قال: وإني أريتها) في المنام (ليلة وتر) أي: إنها ليلة وتر من العشر الأواخر (و) إني أريت أيضًا من علامتها (أني أسجد صبيحتها) أي: في صلاة صبحها (في طين وماء).
قال أبو سعيد:(فاصبح) رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء) قال أبو سعيد: (فأبصرت الطين والماء) في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فخرج) رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصلاه؛ ليرجع إلى معتكفه (حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه) أي: جبهته؛ لأنها المرادة هنا (وروثة أنفه) أي: طرف أنفه الذي يقع على الأرض عند السجود، ويقال لها: أرنبة الأنف (فيهما الطين والماء) اللذان أصابهما عند سجوده، قال أبو سعيد: فحسبت ليالي شهر رمضان (وإذا هي) أي: الليلة التي أمطرت فيها السماء (يلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا رواه مسلم مطولًا.
وفي رواية ابن ماجه اختصار مخل، ولهذا كملتُ الحديثَ بزيادة مسلم مع شرحنا عليه، رحمهما الله تعالى؛ ليستفيدَ الطالب منها، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الأذان، وفي أبواب كثيرة، ومسلم وأبو داوود والنسائي.