للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلَا غَنَمٍ وَلَا بَقَرٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا .. إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا .. عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ".

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو ذر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من صاحب إبل ولا غنم ولا بقر لا يؤدي) أي: لا يدفع (زكاتها) عنها .. (إلا جاءت) تلك المواشي (يوم القيامة) حالة كونها (أعظم) أي: أكبر (ما كانت) عليه في الدنيا من حيث الذات (وأسمنه) أي: أسمن ما كانت عليه في الدنيا من حيث الصفة، قوله: "أعظم وأسمن" بالنصب حال، وما مصدرية. انتهى من "التحفة".

حالة كونها (تنطحه) أي: تطعنه وتضربه (بقرونها) جمع قرن راجع للبقر والمعز (و) حالة كونها (تطؤه) أي: تدوسه وتمشي عليه (بأخفافها) وأرجلها، وهذا راجع للإبل؛ لأن الخف مخصوص بها؛ كما أن الظلف مخصوص بالبقر والغنم والظباء، والحافر مختص بالفرس والبغل والحمار، والقدم بالآدمي، قاله السيوطي (كلما نفدت) روي بكسر الفاء مع الدال المهملة؛ من النفاد، وبفتحها مع الذال المعجمة؛ من النفوذ، قاله السيوطي؛ أي: كلما مرت عليه وخرجت عنه (أخراها) أي: أخرى تلك المواشي الواطئة عليه؛ أي: أخيرها ..

(عادت) أي: رجعت (عليه أولاها) أي: التي مشت ومرت عليه أولًا.

وقوله: (حتى يقضى بين الناس) غاية لمحذوف؛ تقديره: أي: يعذب بها هكذا بالنطح والوطء في الموقف حتى يقضى ويفصل بين الناس؛ بسوق أهل السعادة إلى الجنة، وسوق أهل الشقاوة إلى النار؛ أي: يعذب بها هكذا في الموقف إلى نهايته بفصل القضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>