للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَأْتِي الْإِبِلُ الَّتِي لَمْ تُعْطِ الْحَقَّ مِنْهَا تَطَأُ صَاحِبَهَا بأَخْفَافِهَا، وَتَأْتِي الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ تَطَأُ صَاحِبَهَا بأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَيَأْتَي الْكَنْزُ شُجَاعًا أَقْرَعَ فَيَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ فَيَفِرُّ فَيَقُولُ: مَا لِي وَلَكَ؟

===

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تأتي الإبل التي لم تعط) بالبناء للفاعل (الحق) أي: الزكاة (منها) يوم القيامة حالة كونها (تطأ) وتدوس (صاحبها) أي: مالكها (بأخفافها، وتأتي البقر والغنم) حالة كونها (تطأ صاحبها بأظلافها وتنطحه بقرونها) أي: تطعنه بها، قوله: وتنطحه -بفتح الطاء- ولأبي الوقت: تنطحه -بكسرها- على الأشهر، بل قال الزين العراقي: إنه المشهور في الرواية.

وفيه أن الله يحيي البهائم ليعاقب بها مانع الزكاة، والحكمة في كونها تعاد كلها مع أن حق الله فيها إنما هو في بعضها؛ لأن الحق في جميع المال غير متميز (ويأتي الكنز) وهو المال الذي لم تدفع زكاته (شجاعًا) أي: حية عظيمة (أقرع) أي: لا شعر على رأسه؛ لكثرة سمه وطول عمره (فيلقى) الشجاع (صاحبه) من باب رضي؛ أي: صاحب الكنز ومالكه ويراه (يوم القيامة فيفر) أي: يهرب (منه) أي: من الشجاع (صاحبه) أي: صاحب الكنز (مرتين، ثم يستقبله) أي: يستقبل الشجاع صاحب الكنز ويأتيه من قبالته وقدامه (فيفر) أي: فيهرب منه (فيقول) صاحب الكنز للشجاع: (ما لي ولك؟ ) أي: أي شيء ثبت لي ولك؟ أي: أي معاملة بيني وبينك حتى تطلبني لأجلها وأنا أفر منك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>