(قال) ابن مسعود: (كان أول من أظهر إسلامه سبعة) يعني: أن المسلمين يخفون إسلامهم في بدايته خوفًا من إذاية المشركين، وهؤلاء السبعة سبقوهم بإظهار الإسلام، وأولئك السبعة هم:(رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر) الصديق، (وعمار) بن ياسر، (وأمه سمية) -بضم ففتح وياء مشددة- بنت خباط -بمعجمة مضمومة وموحدة مشددة- مولاة أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، كانت سابعة سبعة في الإسلام، عذبها أبو جهل وطعنها في قبلها فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام، وكان ياسر حليفًا لأبي حذيفة، فزوجه سمية فولدت له عمارًا فاعتقه، وكان ياسر وزوجته وولده منها ممن سبق إلى الإسلام.
(وصهيب) - مصغرًا - ابن سنان أبو يحيى النمري، الرومي المنشأ، سبته الروم من نينوى، فابتاعته كلب، فقدمت به مكة فابتاعه ابن جدعان فأعتقه، شهد بدرًا، من السابقين، (وبلال) بن رباح -بفتحتين - المؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه حمامة مولاة لبني جمح وهو مولى لأبي بكر الصديق، (والمقداد) بن الأسود بن عمرو الكندي.
(فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فمنعه الله) سبحانه وتعالى؛ أي: عصمه وحفظه من أذاهم (بعمه أبي طالب) بن عبد المطلب، (وأما أبو بكر) الصديق .. (فمنعه الله) أي: حفظه من شرهم (بقومه) وأقاربه؛ لأنهم محترمون فيهم، (وأما سائرهم) أي: باقي السبعة، وهم خمسة أنفار ..