للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: جَاءَ خَبَّابٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: ادْنُ؛ فَمَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا عَمَّارٌ، فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهِ آثَارًا بِظَهْرِهِ مِمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ.

===

وقيل: المعلى. روى عن: عثمان، وخباب بن الأرت، وسلمان الفارسي، وغيرهم، ويروي عنه: (د ق)، وأبو إسحاق السبيعي، وعثمان بن أبي زرعة، وعدة.

ضعفه ابن معين، وقال العجلي: أبو ليلى الكندي كوفي تابعي ثقة، وقال في "التقريب": ثقة، من الثانية.

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله كلهم كوفيون، وحكمه: الصحة.

(قال) أبو ليلى: (جاء خباب) بن الأرت (إلى عمر، فقال) له عمر: (ادن) إليّ وتقرب مني؛ أي: كن قريبًا مني، أمر من الدنو بمعنى القرب، وفي بعض النسخ بزيادة هاء السكت، (فما أحد) أي: فما أعلم أحدًا (أحق) وأولى (بـ) ـالجلوس في (هذا المجلس) القريب مني (منك) يا خباب (إلا عمار) بالرفع بدل من أحد، ويجوز في مثله النصب وحذف الألف جريًا على لغة ربيعة؛ لأنهم يرسمون المنصوب بصورتي المرفوع والمجرور، (فجعل خباب) تصديقًا لعمر (يريه) أي: يُري عمر من الإراءة؛ وهو الإظهار (آثارًا) وشينًا (بظهره) أي: بظهر خباب (مما عذبه المشركون) أي: من الضرب الذي عذبه المشركون به، أو من أجل ضربهم وتعذيبهم، فمن تعليلية وما مصدرية.

وهذا الأثر مما انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به.

* * *

ولم يذكر المؤلف في فضل خباب رضي الله عنه إلا هذا الأثر.

والله سبحانه وتعالى أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>