مناقب الأنصار، باب مناقب سعد بن معاذ، ومسلم؛ أخرجه في كتاب فضائل الصحابة، باب (٢٤).
قلت: فدرجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
وعبارة الأبي هنا: قوله: (اهتز عرش الرحمن) قال (م): قيل: الحديث على ظاهره؛ لأن العرش جسم، والحركة عليه جائزة، والقدرة صالحة لتحريكه إشعارًا للملائكة عليهم السلام بفضل هذا الميت، وقيل: هو على حذف مضاف؛ أي: ملائكة عرش الرحمن، ويكون اهتزازهم كناية عن استبشارهم بقدوم روحه الطيبة، والعرب تقول: فلان يهتز للمكارم ولا يعنون أن جسمه يضطرب، وإنما يعنون أنه يرتاح لها، وذلك مشهور في أشعارهم، وقيل: ليس المراد بالعرش: العرش، بل سرير الميت؛ أي: نعشه، وما أرى هؤلاء تأولوا ذلك إلا بما وقع في بعض الروايات من قوله:"اهتز العرش" بحذف اسم الرحمن، أو الجلالة، وأما مع ذكره كما ذكر مسلم، أو ذكر لفظ الجلالة، كما في "ابن ماجه" .. فيبعد هذا التأويل. انتهى.
* * *
ولم يذكر المؤلف في فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه إلا هذين الحديثين: الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، فكلاهما صحيح.