مبنيًّا للمفعول- أي: يرغب في تزوج (النساء) أي: المرأة (لـ) إحدى (أربع) خصال؛ إما (لمالها) بأن كانت موسرة بالنسبة إلى أمثالها (و) إما (لحسبها) أي: لشرفها، والحسب -بفتح المهملتين- في الأصل: الشرف بالآباء والأقارب؛ مأخوذ من الحساب؛ لأنهم كانوا إذا تفاخروا .. عدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وقومهم وحسبوها، فمن زاد عدده على غيره .. سبق الآخرين في المفاخرة.
وقيل: المراد بالحسب هنا: الفعال الحسنة، وقيل: (لمال، وهو مردود بذكره قبله، وفي "عمدة القاري": ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة، إلَّا إن تعارض نسيبة غير دينة وغير نسيبة دينة، فتقدم ذات الدين، وهكذا في كلّ الصفات.
(و) تنكح (لجمالها) يؤخذ استحباب تزوج الجميلة، إلَّا إن تعارض الجميلة غير المدينة، وغير الجميلة المدينة.
نعم؛ لو تساوتا في الدين .. فالجميلة أولي، ويلتحق بالحسنة الذات .. الحسنة الصفات والأخلاق، ومن ذلك: أن تكون خفيفة الصداق.
(و) تنكح إما (لدينها) أي: لكونها دينة؛ أي: ذات دين علمًا وعملًا، والفاء في قوله:(فاظفر بذات الدين) للإفصاح؛ لأنَّها أفصحت عن جواب شرط مقدر؛ تقديره: إذا عرفت ما ذكرته لك، وأردت بيان الأهم لك منها .. فأقول: اظفر بذات الدين، واطلبها وفز بها؛ لأنَّها خير متاع الدنيا.
وقوله:(تربت يداك) جواب لشرط محذوف؛ تقديره: إن لَمْ تظفر بها .. تربت يداك؛ أي: افتقرت يداك والتصقت بالتراب، والمعنى: أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كلّ شيء، لا سيما فيما تطول