(كن لي أخوات) سبع أو تسع (فخشيت) أي: خفت (أن تدخل) بكر خرقاء لا تعرف القيام بمصالحهن (بيني وبينهن) أي: وبين أخواتي، فتفرق بيننا، فـ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فذاك) أي: فتزوجك الثيب حسن (إذًا) أي: إذا كانت الحال على ما أخبرت من النظر لمصالح أخواتك.
وهذا الحديث يدل على فضل عقل جابر؛ فإنه راعى مصلحة أخواته وآثرها على حق نفسه ونيل لذاته، ولذلك استحسنه منه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال:"فذاك" حسن "إذًا"، وفيه ما يدل على جواز قصد الرجل من الزوجة القيام له بأمور وبمصالح ليست لازمة لها في الأصل، ولا يعاب من قصد شيئًا من ذلك. انتهى من "المفهم".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب النكاح، باب الثيبات، ومسلم في كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار، وأبو داوود في كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار، والترمذي في كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار، والنسائي في كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه. وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث عتبة بن عويم بن ساعدة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(١٧) -١٨٣٣ - (٢)(حدثنا إبراهيم بن المنذر) بن عبد الله بن