أخرجه المستغفري، وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب إليهن تمرًا ولبنًا.
(فقلن) لي تلك النسوة: دخلت (على الخير والبركة و) وقفت (على خير طائر) وأفضل حظ ونصيب، وطائر الإنسان: نصيبه، والجار والمجرور في الموضعين متعلق بمحذوف؛ كما قدرناه.
وفي الحديث استحباب الدعاء للمتزوج والمزوجة، وهذا نحو ما روي من حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار شهد إملاكه، فقال:"الألفة والخير والطائر الميمون"، وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عوف:"بارك الله لك"، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"بارك الله لكم وعليكم".
قلت: وهذه أدعية، والدعاء كله حسن، غير أن الدعاء بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم أولى، ولذلك كره بعضهم قول العرب:(بالرفاء والبنين).
وقولهن:(على خير طائر)، وقولى النبي صلى الله عليه وسلم:"وعلى الطائر الميمون" .. على جهة التفاؤل والكلام الطيب، وليس هذا من قبيل الطيرة المنهي عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:"لا طيرة، وخيرها الفأل الحسن". انتهى "مفهم"، وفي "فتح الملهم": (على الخير والبركة) هذا الدعاء يشمل المرأة وزوجها.
(فأسلمتني) أمي أم رومان (إليهن) أي: إلى تلك النسوة من الأنصار (فأصلحن) تلك النسوة (من شأني) أي: أصلحن لي شعري وثيابي وهيئتي، قال القاضي عياض: فيه جواز تزيين المرأة لزوجها واجتماع النساء لذلك؛ لما