قال أبو الحسين:(فذكرنا ذلك) أي: غناءَ الجواري وضَرْبَهن الدفوفَ (لها) أي: للربيع بنت معوذ (فقالت) الربيع لنا: (دخل عليَّ) أي: في مجلسي في بيت العروس (رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي) أي: صباح ليلة عرسي وزواجي والبناء بي.
وفي رواية الترمذي:(غداةَ بُنِيَ) بصيغة المجهول (بي) أي: بُكْرةَ ليلةِ بُنِيَ بيَ؛ أي: دَخلَ عليَّ زوجي وجامعني، وفي رواية الشيخين: غداة بني (على) أي: سُلِّمت وزُففت إلي زوجي، والبناءُ: الدخولُ بالزوجة والجماعُ لها، وبيَّنَ ابنُ سعد؛ أنها زُوِّجت حينئذ إياسَ بن البُكير الليثي، وأنها ولدَتْ له محمد بن إياس، قيل: له صحبة.
أي: دخل عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صباح ليلة عرسي (وعندي جاريتان) أي: شابتان من بنات الأنصار (يتغنيان) من الغناء -بالكسر والمد- وهو بوزن كساء، من الصوت: ما طُرِّبَ به من الأناشيد المطربة، وأما الغناء -بالفتح والمد- والغني -بالكسر والقصر: الكفاية.
(وتندبان) -بضم الدال- من باب نصر؛ من الندبة -بضم النون- وهي ذكر أوصاف الميت بالثناء عليه، وتعديد محاسنه؛ بالكرم والشجاعة وغيرهما. انتهى من "العون" أي: تذكران (آبائي الذين قتلوا يوم بدر) بمحاسنهم (وتقولان) أي: تقول الجاريتان أيضًا (فيما تقولان) أي: مع ما تقولان من محاسن آبائي: (وفينا نبي يعلم ما في غد) أي: تقولان مع ذلك في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: وفينا نبي يعلم ما في غد.