للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ .. أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ .. أَبْغَضَهُ اللهُ،

===

الكوفي رضي الله عنه، له ثلاث مئة وخمسة أحاديث؛ اتفقا على اثنين وعشرين، وانفرد (خ) بخمسة، و (م) بستة، استصغر يوم بدر، وشهد أحدًا والحديبية، مات سنة اثنتين وسبعين (٧٢ هـ). يروي عنه: (ع).

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله أربعة منهم كوفيون، وواحد بصري، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) البراء: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الأنصار) لنصرتهم دينه تعالى وإيوائهم نبيه صلى الله عليه وسلم .. (أحبه الله) سبحانه وتعالى؛ أي: أثابه الله سبحانه على محبته إياهم، (ومن أبغض الأنصار) لذلك .. (أبغضه الله) تعالى وطرده عن رحمته، وإلا .. فكثيرًا ما تجري معاملة تؤدي إلى المحبة أو البغض، وهما خارجان عما يقتضيه المقام. انتهى "سندي".

قال ابن التين: المراد: حب جميعهم وبغض جميعهم؛ لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنىً يسوغ البغض له .. فليس داخلًا في ذلك، وهو تقرير حسن، وخصوا بهذه المنقبة العظمى؛ لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم، فكان صنيعهم لذلك موجبًا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختصوا به مما ذكر موجبًا للحسد، والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم والترغيب في حبهم، حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق تنويهًا بعظيم فضلهم، وتنبيهًا على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم في معنى ذلك مشاركًا لهم في الفضل المذكور كل بقسطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>