بالجمع المذكر تعظيمًا لأمهات المؤمنين. انتهى؛ يعني: أنها تقبل بأربع عكن، فإذا رأيتها من خلفُ .. رأيت لكل عكنة طرفين من اليمين والشمال، فتكون ثمانية.
والعكن -بضم أوله وفتح ثانيه- جمع عكنة -بضم أوله وسكون ثانيه- نظير قُرَبٍ وقُرْبة: وهو ما انطوى وتَثَنَّى من لحم البطن سِمنًا.
والمخنث -بكسر النون وفتحها- من يشبه النساء في أخلاقه وكلامه وحركاته،
فإن كان من أصل الخلقة .. لم يكن عليه لوم، وعليه أن يتكلَّف بإزالةِ ذلك، وإن كان بقَصْدٍ منه وتكلُّفٍ له .. فهو المذمومُ، وهذا المخنث الذي كان عند أم سلمة اسمه هِيْت -بكسر الهاء وسكون الياء آخره تاء- هكذا ذكره البخاري وغيره، وقيل: اسمه مانعٌ، وقيل: إنه هَنْب -بالهاء وبعدها نون ساكنة وجاء موحدة- وذكر بعضهم أن هيتًا وهَنْبًا ومانعًا أسماءٌ لثلاثة من المخنثين، كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يُظنون؛ أي: يُتَّهمون بالفاحشة الكبرى، إنما كان تأنيثُهم لينًا في القول، وخضابًا في الأيدي والأرجل كخِضاب النساء، ولَعِبًا كلَعِبهن.
واسمُ المرأة التي دلَّ عليها عبدَ الله بن أبي أمية: بادِيةُ -بموحدة بعدها ألف وبعد الألف دال مهملة وياء آخرُ الحروف مفتوحة وتاء تأنيث- وقيل فيها: بَادِنَةُ -بنون بعد الدال المهملة- والمشهورُ بالياء، وأبوها غيلان بن سلمة الثقفي الذي أسلم وتحته عشر نسوة. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب النكاح، باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة، ومسلم في كتاب السلام، باب منع المخنث من الدخول على النساء الأجانب، وأبو داوود في كتاب