والاتفاق والبركة والنَّماء، وقيل: أي: إذا هنَّا ودعا له، وكان مِنْ دعائهم للمتزوِّج أن يقولوا: بالرفَاءِ والبنين، فنهى عنه؛ لأنه كان مِنْ عادتهم، ولهذا لسَنَّ فيه غيرَهُ. انتهى "عون".
(قال: بارك الله لكم) في اجتماعكم (وبارك) الله (عليكم) بالأولاد والبنين، البركة لكونها نافعة تتعدى باللام، ولكونها نازلة من السماء تتعدى بعلي، فجاءت في الحديث بالوجهين للتأكيد والتفنن، والدعاء مَحَلّ للتأكيد. انتهى.
(وجمَعَ بينكما في خير) أي: أدام الله الاجتماع بينكما على خير؛ من صحة ورزق وأولاد، قال الزمخشري: معناه: كان يَضَعُ الدعاءَ له بالبركة موضعَ التَرْفِيَةِ المنهيِّ عنها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب النكاح، باب ما يقال للمتزوج، والترمذي في كتاب النكاح، باب ما جاء فيما يقال للمتزوج، قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، والنسائي، والدارمي، والحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة بحديث عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(٦٢) - ١٨٧٨ - (٢)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري