(وعبد العزيز) بن صهيب البناني البصري، ثقة، من الرابعة، مات سنة ثلاثين ومئة (١٣٠ هـ). يروي عنه:(ع).
كلاهما رويا (عن أنس) بن مالك رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) أنس: (صارت صفيةُ) بنت حيي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أولًا (لِدِحْيَةَ) بفتح الدال وكسرها ابن خليفة بن فَرْوة (الكلبيِّ) وكان أجملَ الناس وجهًا، وكان جبريلُ عليه السلام يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في صورته؛ أي: كانت له حينَ قال: يا رسول الله؛ أعطني جارية من هذا السَّبْيِ المجموع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له:"اذهب إلى مَجْمَعِ السبي، فخُذْ منه جاريةً".
قال الكرماني: فإن قُلْتَ: كيف جازَ للرسول صلى الله عليه وسلم إعطاؤُها لدحية قبل القسمة؟
قال الحافظ: يحتمل أن يكون إذْنُهُ له في أخذِ الجارية على سبيل التنفيل له؛ إما من أصل الغنيمة، أو من خُمس الخمس بعد أن مُيِّز، أو قبْلَهُ على أن تُحْسَبَ منه إذا ميز، أو أذن له في أخذها؛ لتقوم عليه بعد ذلك وتحسب من سهمه انتهى.
فأخذ دحية صفية بنت حيي بن أخطب، وكانت تحت ابن أبي الحُقَيق، فجاء رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله؛ أعطيتَ صفيةَ بنت حيي سيد قريظة والنضير، وكان أبوها من نسل هارون بن عمران عليه السلام، فوالله؛ ما تَصْلُح إلا لك، قال:"ادعوه بها"، قال: فجاء دحية بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم .. قال لدحية: "اذهب