بذلك؛ لما في اسم شوال من الإشالةِ والرَّفْعِ. انتهى منه.
وقولُها:(فأيُّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى) أي: كان أكثر حظوة ونصيبًا وأرفع منزلة (عنده) صلى الله عليه وسلم (مني؟ ! ) تشير به إلى حظوتها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي رفعة منزلتها عنده صلى الله عليه وسلم.
يقال: حَظِيَ فلانٌ عند الناس يحظى -من باب رضي وتَعِبَ- حِظَةً -وِزانَ عِدَةٍ - وحظوة -بضم الحاء وكسرها- إذا أحبوه ورفعوا منزلتَه.
قوله:(قال) عروة: (وكانت عائشة تستحب) أي: تحب؛ فالسين والتاء فيه زائدتان (أن تدخل) بضم التاء؛ من أدخل الرباعي (نساءها) أي: نساء أقربائها اللاتي نكحن على أزواجهن (في شوال) للاتباع لا لاعتقادِ سعودٍ فيه.
قال القرطبي: قولها: (تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال. . .) الحديث. إنما قالت عائشة هذا الكلام؛ لترُدَّ به قولَ من كان يكره عقد النكاح في شوال، ويتشاءمُ به من جهة أن شوالًا من الشول؛ وهو الرفع، ومنه: شالت الناقة ذنبها، وقد جعلوه كنايةً عن الهلاك؛ إذ قالوا: شالت نعامتهم؛ أي: هلكوا.
فشوال معناه: كثير الشول؛ فإنه للمبالغة، فكأنهم يتوهمون أن كل من تزوج في شوال منهن شالَ الشَّنَآنُ بينها وبين زوجها، أو شالَتْ نفرتُه منها فلم تَحْصُلْ لها حظوةٌ عنده، ولذلك قالت عائشة رَادَّةً الوَهْمَ:(فأيُّ نسائه كان أحظى عنده مني؟ ! ) أي: لم يَضُرَّني ذلك ولا نقَصَ من حظوتي، ثم إنها تبرَّكَتْ بشهرِ شوال، فكانت تُحِبُّ أن تُدْخَلَ نساؤُها على أزواجهن في شوال