للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}، قَالَ: فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيمِ مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِمْ".

===

(فقال) الرب جل جلاله لهم: (السلام عليكم يا أهل الجنة، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وذلك) أي: مصداق ذلك السلام وشاهده (قول الله) عز وجل: ({سَلَامٌ}) مني عليكم أخص ({قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} (١)، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فينظر) الله (إليهم) أي: يبدو لهم أنه ناظر إليهم، أو ينظر إليهم نظر رحمة فوق ما كانوا فيها من الرحمة، وإلا .. فهو ناظر إليهم على الدوام لا يغيب عن نظره شيء، (وينظرون إليه) تعالى (فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم).

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (٧) (٢٨)؛ لأن في إسناده راويًا متفقًا على ضعفه؛ وهو الفضل الرقاشي، قال السيوطي: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات وقال: الفضل الرقاشي رجل سوء، ورواه عنه أبو عاصم ولا يتابع عليه، كذا ذكره عن العقيلي، والذي رأيته أنا في كتاب العقيلي ما نصه: أبو عاصم منكر الحديث، وكان الفضل يرى القدر، كاد أن يغلب على حديثه الوهم، وهذا لا يقتضي الحكم بالوضع، وله طريق آخر من حديث أبي هريرة، ذكره في "اللآلي". انتهى، انتهى "سندي".

* * *


(١) سورة يس: (٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>