للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ .. فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللهِ .. فَلَيْسَ مِنَ اللهِ".

===

(لا تحلفوا) على أمر من الأمور تركًا كان أو فعلًا (بـ) أسماء (آبائكم) ولا تحلفوا بالله كذبًا تعظيمًا باسم الله (من حلف بـ) أي اسمٍ من أسماء (الله) تعالى أو صفةٍ من صفات ذاته .. (فليصدق) أي: فليكن حَلِفُهُ على أمر صِدْقٍ لا على كذبٍ؛ صونًا لاسم الله عن جعله عُرْضة لأيمانكم.

(ومَنْ حُلف له) بالبناء للمفعول؛ أي: ومن حلف لأجلِ إِرضَائهِ وإِكرامهِ (بـ) اسم (الله .. فليرض) ذلك الحَلِفَ وَلْيَقْبَلْهُ ولا يَرُدَّهُ علَى الحالف، وَليظُنَّ صِدْقَه فيما حلف عليه؛ احْتِرَامًا لاسمِ الله تعالى (ومَنْ لم يَرْضَ) أي: ومن لم يُصدِّقْ ولم يَقْبَلْ بحَلِفِ مَنْ حَلفَ له (بـ) اسم (الله .. فليس) ذلك المحلوفُ له الذي رَدَّ حَلِفَ مَنْ حَلَف له باسم الله (مِنْ) أَهْلِ قُرْبِ (اللهِ) تعالى وصِدْقهِ ورِضاه؛ لِمَا عندَه مِن اسْتِخفاف باسمِ الله تعالى؛ حيث لم يحترم ولم يُقدِّر اسم الله تعالى.

قال السندي: قوله: "فَلْيَصدُقْ" من الصِدق ضدِّ الكذب لا من التصديقِ؛ أي: فَلْيَكُنْ صادقًا في حَلفِهِ "ومَنْ حُلِفَ له" بالبناء للمفعول؛ أي: حُلِفَ بالله لإِرْضَائِهِ .. "فليس مِن اللهِ" أي: مِنْ قُرْبِهِ "في شيء".

والحاصل: أَنَّ أهلَ القُربِ والمنزلةِ عند الله تعالى يُصدِّقُون الحالفَ باسم الله فيما حَلَف عليه؛ تعظيمًا لاسمه تعالى، واحترامًا له، ومَنْ لم يُصدِّقْهُ مع إِمكانِ التصديقِ له .. فليس مِن أهلِ القُرْبِ عند الله تعالى. انتهى.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ كما في "تحفة الأشراف"، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>